التعريف بسورة النور
نزلت سورة النور في المدينة المُنوَّرة، وبلغ عدد آياتها أربعاً وستّين آيةً،[١] وقد سُمِّيت بهذا الاسم؛ لقول الله سبحانه وتعالى فيها: (اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ)،[٢] والنور اسمٌ من أسماء الله الحسنى.
سورة النور سورة مدنية، وسميت بهذا الاسم لورود اسم الله تعالى "النور" فيها.
أسباب النزول في سورة النور:
نزلت سورة النور بعد الهجرة النبويّة، وقال بعض العلماء إنّها نزلت في العام الخامس من الهجرة،[١٢] ولكثيرٍ من الآيات في سورة النور سببٌ للنزول، ويُذكَر من تلك الأسباب:[١٣] الآية الثالثة: قال الله -تعالى-: (الزَّانِي لَا يَنكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ)،[١٤] وقد قِيل إنّها نزلت في امرأةٍ يُقال لها: أم مهزول، عُرِف عنها أنّها كانت تُمارس الزنا، فرغب رجلٌ من الصحابة في أن يتزوّجها، فأنزل الله -سبحانه- الآية تنهى عن الزواج من الزانيات، وقِيل إنّها نزلت بعد تحريم الزنا، وقِيل نزلت في رجلٍ يُقال له مزيد، أراد الزواج من صديقةٍ له في مكّة، فاستأذنَ الرسولَ في ذلك، فنزلت الآية تردّ على استئذانه ذاك. الآية السادسة: قول الله -تعالى-: (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ)،[١٥] وقد نزلت في هلال بن أميّة -رضي الله عنه- بعد أن ادّعى على امرأته أنّها زَنَت، فقذفها أمام رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، فقال له النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (البَيِّنَةَ أوْ حَدٌّ في ظَهْرِكَ)،[١٦] فكرّر ذلك على النبيّ، فكرّر النبيّ قوله، فأنزل الله الآية، وقد بيّنت حُكم اللعان، وقِيل بل نزلت إجابةً على استفسار عُويمر لرسول الله إن رأى الرجل امرأته مع رجلٍ آخرٍ. الآية السابعة والعشرون: قال الله تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا)،[١٧] وقد قِيل إنّها نزلت في امرأةٍ من الأنصار اشتكت إلى النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- حَرَجها من كثرة دخول الرجال عليها من أهلها، وهي في حالٍ لا ترغب في رؤيةٍ أحدٍ لها وهي عليها. الآية الحادية والثلاثون: قال الله -تعالى-: (وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا)،[١٨] وقد قِيل إنّها نزلت؛ للنَّهي عن الخلاخل للنساء، وعن تكشُّف صدورهنّ. الآية الثالثة والثلاثون: قال الله -سبحانه-: (وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ)،[١٩] وقد نزلت في جاريةٍ لعبدالله بن أبي بن سلول كان يُكرهُها على الزنا مقابل الأجر، وقِيل إنّهما جاريتان، وقال -تعالى- في الآية ذاتها: (وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا)،[١٩] والتي قِيل إنّها نزلت في عبدٍ أراد أن يشتري نفسه من سيّده، فرفض السيّد. الآية الثامنة والأربعون: قال الله -تعالى-: (وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم مُّعْرِضُونَ)،[٢٠] وقد نزلت في مَن كان يذهب إلى النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- ليحكم بينه وبين آخر إن كان الحقّ له، ويذهب إلى غير الرسول إن كان الحقّ عليه. الآية الحادية والستّون: قال الله -عزّ وجلّ-: (لَّيْسَ عَلَى الْأَعْمَىٰ)؛[٢١] لأنّ الناس كانوا يتحرّجون أن يأخذوا المريض، أو الأعمى، أو الأعرج إلى بيوتهم. الآية الثانية والستّون: قوله -سبحانه-: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَىٰ أَمْرٍ جَامِعٍ لَّمْ يَذْهَبُوا حَتَّىٰ يَسْتَأْذِنُوهُ)؛[٢٢] حيث كان المؤمنون في معركة الأحزاب إذا ذهبوا إلى قضاء حوائجهم استأذنوا الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-. هناك عدة أسباب لا سبب واحد لنزول سورة النور، وقد تم بيان أسباب نزول بعض الآيات فيها.
#سورة_النور #قرآن_كريم # حادثة_الإفك #النور #الله_نور_السماوات_والأرض #صوت_حميل #صوت_خاشع #قراءة_رائعة #الشيخ_محمود_الشيخ #ليلة_القدر #قناة_ليلة_القدر