الهداية لغةً مأخوذةٌ من الهُدى، بمعنى الرَّشاد والدَّلالة، قال الله -تعالى- في سورة السجدة: (أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ)، حيث قال أبو عمرو بن العلاء: "معناه أولم يُبيِّن لهم"، ويُقال هديته الطريق والبيت، أي عرَّفته، وأمَّا الهداية اصطلاحاً فقد عرَّفها القرطبي فقال: الهداية هدايتان؛ هداية دلالة، وهي الهداية التي تقدر عليها الرسل وأتباعهم، قال الله سبحانه: (وَلِكُلِّ قَومٍ هادٍ)، فأثبت الله -تعالى- للأنبياء وأتباعهم هدايةً بمعنى الدَّلالة، والدعوة، والتنبيه، واختصّ الله -تعالى- بهداية التوفيق والتأييد، وقد قال الله -تعالى- لنبيّه محمد صلى الله عليه وسلم: (إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَـكِنَّ اللَّـهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ)، فالهداية هنا بمعنى خلق الإيمان في القلب، وقال أبو المعالي: وقد ترد الهداية، والمراد منها إرشاد المؤمنين إلى مسالك الجنان، والطرق المُفضِية إليها.