«لما أنت بتدي صلاحية لأمين الشرطة أو ضابط إن هو يوقف ناس كدة بشكل عشوائي، يوقفهم طابور ويفتش تليفوناتهم، زي ما كنا بنشوف يعني، بتديله كمان صلاحية، يعني إن أنت مش عارف هو بيدور على إيه، ما يمكن مزاجه الشخصي يفتح يشوف صور، يشوف صور مع أصحابك، فالموضوع مؤذي جدًا، لأنك مش قادرة تفهمي هو إيه اللي مضايقه، أو إيه اللي ممكن يضايقه، فبمجرد إن ده في دماغك، ده بيبقى مؤذي كدة نفسيًا، لأنه أنا بعدين بقى بابتدي أبرون، اللي هو أقعد أبص في المكان بتاعي، اللي هو إيه ده، هم لو شافوا حاجة زي كدة ممكن يضايقوا؟ في اللحظة دي اللي فكرت فيها بالطريقة دي قلت كدة الموضوع هيتقلب بهلاوس وأمراض، فأي شيء كمان حسيت إنه related لـ2011، أو related لثورة في 2011، ابتديت أتخلص منه، مش بقى ذكريات، بقى كوابيس. كنت حزين جدًا وزعلان آه، بس حسيت كدة إن أنا عايز أعيش في أمان»، واحد من سكان وسط القاهرة يحكي لـ«مدى مصر».
منذ عشر سنوات، شهدت منطقة وسط القاهرة حدثًا جللًا. كانت منطقة وسط البلد، وفي القلب منها ميدان التحرير، وجهة لملايين الثائرين، وتحول مركز العاصمة الإداري والتجاري والثقافي والسياسي إلى رمز للحرية حول العالم. ولكن حين ضاقت الحرية مع هزيمة الثورة، ضاقت المنطقة أيضًا بزوارها وسكانها، فتحولت لتمركز أمني مستمر يهدف لمنع تكرار ما حدث في 2011.
في هذا البودكاست الذي أنتجه «مدى مصر»، يحكي عدد من سكان وسط القاهرة عن هذا «التضييق الأمني» ومواسمه، والقبضة الأمنية العشوائية التي تطالهم في بيوتهم وفي شوارع منطقتهم السكنية.
«اتفضل كلم الباشا» من إنتاج «مدى مصر» إعداد وتقديم ومونتاج: هدير المهدوي